غيض من فيض عن الراحل الكبير الأستاذ الدكتور بشير رمضان بشير التليسي (رحمه الله)

أ.د.بشير احمد طروم أستاذ التاريخ الإسلامي كلية الآداب الجميل جامعة صبراتة – ليبيا bshirtarom@hotmail.com



في الاثنين الثاني الموافق ليوم الثالث عشر من شهر نوفمبر 2023م نبئنا برحيل واحد من أعلام الباحثين والمؤرخين من جيل الكبار في الساحة الأكاديمية الليبية؛ لم يكن فقط باحث وأستاذ في المجال العلمي، بل جمع إلى جانب الشخصية العلمية المتميزة فضائل وسمات كثيرة طبعت شخصه وأنارت وأثرت حياة من عرفه. إنه أيقونة العلم والأدب والخلق الذي غاب جسدا وسيبقى بإذن الله أثرا علميا وطيب ذكر.    ولد المرحوم بمدينة طرابلس سنة 1946 نشا بطرابلس عاش وورثي الثري فيها، متزوج وله من الأبناء أربع.


تحصل الدكتور بسير التليسي على الإجازة العالية (الماجستير) في التاريخ الإسلامي وكان موضوع رسالته عن: (المغرب بين الأمويين في الأندلس والفاطميين بأفريقية خلال القرن الرابع/ه العاشر/م). وتحصل على الإجازة الدقيقة (دكتوراه دولة) وكان موضوع أطروحته حول: (الاتجاهات الثقافية في بلاد المغرب خلال القرن الرابع/ه العاشر/م) من جامعة محمد الخامس كلية الآداب أكدال بالمملكة المغربية 1998- 1999 .

 وقد تولى وظائف إدارية علمية هي رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة السابع من ابريل (الزاوية) من سنة 1988-1991م ورئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الفاتح (طرابلس) 2004م، ورئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الجفارة 2000 -2002 م عرف الأستاذ الدكتور بشير رحمه الله، إلى جانب علمه الغزير بسيرة عطرة ودماثة خلق وتواضع وابتسامة دائمة مع كل من عرفه من الزملاء، وطلاب الدراسات العليا، وحتى طلبة الليسانس، فقد كان رحمه الله قريب من الجميع، يستمع ويهتم بكل من يلتجئ إليه ويطلب عونه ومساعدته. 

ان الحديث عن الأستاذ الدكتور بشير التليسي رحمه الله، حديث عن عالم من علماء التاريخ الوسيط ليس في ليبيا فحسب بل وفي العالم العربي عامة، وهو حديث عن باحث وأستاذ ومؤرخ تخرج على يديه عديد البحاث والأساتذة في مجال التاريخ الإسلامي الوسيط، كما ناقش العديد من الأطاريح والرسائل العلمية، وبذل وقته وجهده في خدمة هذا المجال. يضاف إلى ذلك جهوده العلمية في مجال النشر والتصنيف والبحث العلمي ومشاركاته الدائمة في المحافل العلمية والمؤتمرات والندوات في مختلف الجامعات الليبية والمغاربية إن مآثر الفقيد الراحل الكبير وخصاله رحمه الله سوف يطول سردها إذا ما حاولنا تجشم تقديمها وعرضها في هذه العجالة، لذلك سنقتصر فيما يلي على الإشارة إلى بعض أعماله الجليلة ومؤلفاته وأبحاثه ومشاركاته في خدمة علم التاريخ الوسيط ومشاركاته العلمية في هذا المجال .

 أولا: الكتب 

  • الاتجاهات الثقافية في بلاد الغرب الإسلامي من خلال القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، دار المدار الإسلامي، 2003 .2ـ
  • تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2002.
  • تاريخ الحضارة الإسلامية (لطلبة المرحلة الثانوية)، طرابلس، 2002.
  • الكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربة (المنظمة العربية للثقافة والعلوم) تونس، 2006 .
  • معالم الحضارة الإسلامية في ليبيا. طرابلس، 2006.

 ثانيا: الأبحاث والمقالات 

  • مساهمة المغاربة في الطب وعلومه القرن الرابع الهجري/ ملتقى ابن مظور، تونس، مؤتمر 21-23 أبريل.2000.
  • الجامعات وتحديات المستقبل في الوطن العربي، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، فاس، 2001.
  • الفتح الإسلامي وأثره على ترهونة، مؤتمر ترهونة، 16-18 يونيو2002 .
  • دور المغاربة في كتابة تاريخهم في العصر الإسلامي الوسيط، المؤتمر التاريخي الخامس، سلوق، 21-23 سبتمبر 2002.
  • موقف الدولة الأموية من الموالي، المؤتمر التاريخي السابع غدامس، 11-14 مارس 2005 .
  • كتب الرحالة والجغرافيون العرب مصادر مهمة لدراسة تاريخ ليبيا في العصر الوسيط، المؤتمر التاريخي الثامن. سرت 28-30 أبريل 2006 .7

ثالثا الإشراف والمناقشات العلمية :

اشرف رحمه الله على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات الليبية والعربية، وكانت له عضويات في عديد الجمعيات العلمية وهي الجمعية التاريخية العربية الليبية، واتحاد المؤرخين العرب، وعضوية عدد من اللجان الاستشارية في المجلات العلمية المحكمة. 

وإذ أشرنا الى أن الفقيد الكبير لم يكن باحثا أكاديميا فقط، نذكر هنا اهتماماته الرياضية المتعددة، التي بدأها منذ طفولته مع فريق تغرنة بغريان، ثم انتقل باختيار من المدرب محمود الشاوش سنة 1964م إلى نادي المدينة بطرابلس ضمن فريق كرة القدم وفاز معه ببطولة طرابلس، كما كان ضمن لاعبي المنتخب الوطني في مسابقة كأس الإجلاء الأولى سنة 1970م، وفضلا عن ممارسته لكرة القدم كان حكما في لعبة الملاكمة بين سنتي 1968-1971م. وظل ضمن فريق المدينة حتى قرر اعتزال كرة القدم في سنة 1975م، لكنه لم يترك المجال الرياضي، فكان حكما لألعاب القوى حتى سنة 1977م وحكما للسباحة حتى عام 1985م وعضوا في الاتحاد الليبي للسباحة حتى منتصف الثمانيات من القرن الماضي. رحمه الله الفقيد برحمته الواسعة وطيب ثراه.